هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
يسر ادارة منتدي الشيخ ركاب فضل ركاب ان تعلن عن افتتاح المنتدي وترحب بالاعضاء ومساهماتهم
استقر الشيخ ركاب فضل بمدينة الخطوم قرب المستشفي التركي بالكلاكلة قادما اليها من مدينة كوستي ادارة المنتدي تتمني للشيخ اقامة طيبة بالخرطوم

    خطبة

    المدير العام
    المدير العام
    Admin


    المساهمات : 102
    تاريخ التسجيل : 24/07/2009
    العمر : 39

    خطبة Empty خطبة

    مُساهمة  المدير العام الجمعة أغسطس 07, 2009 7:52 am


    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد أيها الأحباب هداني الله وإياكم إلى الصراط المستقيم والطريق المفرد العميم الذي به السلف وعليه الخلف اعلم وفقني الله وإياكم انه إذا كان الإنسان بدايته تراب ثم نطفة ثم علقة ثم مضغة مخلقة وغير مخلقة وتمر بأطوار عجيبة ثم يكمل الله تعالى هذه الخلقة ويبرزها إلى حيز الوجود بشرا سويا فأن الروح أيضا هي مستورة في جسم الإنسان وانها إما مسجونة وإما طليقة وعلى هذا إذا وفق الله الإنسان على معرفة الأحكام الشرعية ثم اخذ الأذكار والأوراد الواردة على يد عارف واصل وداوم عليها فان هذه الروح بعد ذلك تسبح في مجالها وحسب المنة والقابلية تأتى بما قسم الله من معان فعلية وإننا في هذه الدنيا مأمورين بالطاعة والعمل مثال ذلك إذا كان الإنسان قد استخلفه الله في الأرض وسخر له جميع ما في الكون من مزايا هنا يتمثل الإنسان كأنه مزارع أو تاجر أو عامل أو عالم وكل واحد من هؤلاء على حسب اجتهاده وفى النهاية يأتي زمن الحصاد ويظهر صاحب الربح الكثير من القليل والفاعل والعاطى هو الله قليلا كان أو كثيرا لا يخلو اى مجتهد من العطاء ونحن في هذه الآونة الأخيرة كصوفية لا أرى أن لدينا تجديد أو اى اجتهاد بل اننا تأتى بكلام السلف ونعجز عن شرحه فضلا عن أن نأتي باى جديد فالله نسأله الهداية والتوفيق وعلى هذا نريد أن نتحدث عن النظام الصوفي فإذا كان الجمال البلاغي هو المقدرة اللفظية والمنطقية والبيانية في نقل شعور الإنسان إلى الغير أمر مسلم به فان الأدب الصوفي يعتبر أدب القمة كأدب موضوعي يستهدف رسالة سامية ويتناول التهذيب النفسي وصورا من الحياة الاجتماعية والأخلاقية والتربوية وانه لم يوجد أدبا محيطا بكل هذه الخصائص، إن الأدب الصوفي يعتبر أدب الوجدان الحي والمشرق والعاطفي والفني والبديع في إظهار الصورة الحقيقية للحب الالهى الأصيل ومعرفة المفاهيم الكونية المحيطة بالبشرية وعليه فان الصوفية يعتبرون أنفسهم في حالة سفر أو استعداد للسفر والتسليم للقدر تحت ظروف قد تأتى بغتة لذا كانت مشاعر القوم في جملتها مستهدفة إلى القيام بكل ما يرضى الله ورسوله ويقربهم زلفى عند الله وذلك ببذل قصارى جهدهم في تطبيق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة تصديقا وإيمانا بما فيها قال تعالى (وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا والله يقول الحق وهو يهدى السبيل ) قال الشيخ محي الدين بن العربي رضي الله عنه:
    توضأ بما الغيب إن كنت ذا سر وإلا تيمم بالصـعيد أو الصـخر
    وقدم إماما كنت أنت إمامـه وصلى صلاة الفجر في أول العصر


    فهذى صـلاة العارفين بربهم فان كنت منهم فانضح البر بالبحر
    الخطاب للسالكين والسلوك ينقسم إلى قسمين الأول مجذوب والثاني غير مجذوب وكلاهما محجوب، توضأ بماء هي الغيب والمراد بالوضوء النظافة من الأوساخ الحسية والمعنوية فهي الذنوب التي علقت بالجوارح والقلب قال تعالىSad إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) فالمراد بالرجس الذنب المدنس وهو كل ما علق بالجوارح والقلب فشرط الطهارة ذهابه من القلب والجوارح حتى تنشأ بعد ذلك الطهارة المعنوية التي تقوم بالقلب والتي أشار إليها قوله تبارك وتعالى: ( ويطهركم تطهيرا ) فإذا طهر القلب منها صلح للدخول في الحضرة الإلهية أرأيت ان كل من كان بثوبه نجاسة أو قام ببدنه حدث لا تصح صلاته وتعتبر باطلة بالإجماع وكذلك كل من كان بقلبه شيء من رياء أو سمعة أو عجب وبقية أصول الأمراض الباطنية وداء القلب بماء هي السر وأقول هذا السر لأرباب الفتح أما المراد فكناية عن التجليات الإلهية والأنوار التي يقذفها الله في قلوب من يشاء من عباده الذين اصطفى فيحصل بذلك امحاق للجسد حتى لا يتلاشى ويضمحل فعند ذلك يتصفى القلب من الرعونات النفسية فتخرج كأنها دخان اسود ثم إذا تخلص منها القلب تواردت الواردات وأفاض الله عز وجل على ذلك القلب النير فيضا سنيا من النور المقدس ليكون في زواياه وفوقه وتحته إلى ان يتركز بذلك الفيض الالهى فيمن الله على ذلك المريد بالفتح فيرى ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من المستورين ثم يفيض الله عليه بالسر المقدس قال تعالى: ( وعلمناه من لدنا علما ) وذلك هو الخضر الذي علمه الله بلا واسطة شيخ وجعله شيخ الأنبياء والأولياء أما إذا كان المريد لا يستطيع عمل الرياضات وصحبة المشايخ قال له الشيخ وإلا تيمم على الصعيد أو الصخر والمراد من قول الشيخ محي الدين بن العربي بالتيمم هو التسليم فيما جاء به السادة الصوفية والأولياء والعارفين بأن يسلم لهم في جميع ما قالوه في كتبهم ونطقوا به كما قال أبو حامد الغزالي: من لم يكن له إلمام بكلام القوم يخشى عليه الموت على سوء الخاتمة واقل الإلمام هو الإذعان بكلامهم والتصديق فهذا معنى التيمم بان يكون كالصخرة أو كالصعيد بالنسبة لعدم الإنكار ومثال ذلك إذا كان الإنسان منا يملى كلام على صعيد اى تراب أو صخرة فهل يتصور الإنكار الجواب لا فالمريد المتيمم يكون مثل هذه الحالة فيلحق بصاحب الفتح الأول قال مربينا: فان رمتها طهر لمعنى جنابه ومرآة أجساد بكلس الطهارة وبعدها تدخل في الصلاة ومعانيها اى الحسية والمعنوية بأن تكون الصلة بالله بعد ذلك تكون ناظرا لأفعال الحق وهذا هو جمع الجمع الذي يكون فيه الوفاء والوفاة وبعدها قال وقدم إماما كنت أنت إمامه اى قدم الروح إماما للنفس لأنه في الأول كانت الروح أسيرة عند النفس ولما ترقت الروح صارت النفس تابعة لها إذ أنها ماتت الموتات الأربعة الأبيض ثم الأحمر ثم الأخضر ثم الأسود قال مربينا: مبادئ مقام رابع به تنجلي دقايق سر الوصل للسالك الفتى والموت الأبيض هو الجوع والموت الأحمر هو النفس والموت الأخضر هو الأرض والموت الأسود هو الصبر أما قوله وصلى صلاة الفجر في أول العصر فالمراد بالعصر الذي هو فيه والمراد بالفجر فجر المعرفة التي تشرق على القلوب وانها لا تغيب ليلا ولا نهارا وإنما تنفجر أربعين عينا في القلب من العلوم والمعارف والأسرار قال مربينا: وحقايق لم تكد تنيلا فينفع بها الأمة ثم قال وهذى صلاة العارفين بربهم وليست هي صلاة العامة ولا العلماء ولا الوعاظ ولا الفقراء ولا المريدين وإنما هي خاصة بالأولياء والصالحين قال مربينا ولا بأس من بعد انكشافه للغطاء وتخليصه من حيطة البشرية إذ يكون بعد ذلك عبدا ملكوتيا رحمانيا وفى صلة مع ربه ثم قال فأن كنت منهم فانضح البر بالبحر والمعنى بالنضح البروز بأن تكون جامعا لعلمي أصل الشريعة وفروعها كذلك الحقيقة وثمارها وبمعنى أوضح ان تكون ملما بالشريعة والحقيقة أما المراد بالبر فالشريعة تشبيها والبحر الحقيقة التي هي أسرار الشريعة وهذا من باب السر المكنون قال صلى الله عليه وسلم: ان من العلوم ما كهيئته المكنون وفى كتب مربينا كفاية لمن يسير على نهج العارف خاتم العارفين عليه رضوان الله وإنما أردنا السير قليلا في كلام الأقدمين لكي يكون لنا شرحا لكلام العارف والله نرجوه أن يربطنا بهذا الحبل المتين وان يبصرنا بالحجة في كتابه المبين آمين.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 10:30 am